عَلِم أطفالك أن الكتاب المقدس ليس عنهم … سالي لويد جونز

on

عندما أذهب إلى الكنيسة وأتحدث إلى الأطفال أسألهم سؤالين:

أولًا: كم واحد من الموجودين هنا يعتقدون أحيانًا أنه يجب أن تكون صالح كفاية لكي يحبك الله؟ ثم يبدؤن في رفع يديهم, وأنا أرفع يدي معهم.

ثانيًا: أسألهم كم واحد من الموجودين هنا يعتقدون أحيانًا أنه إن لم تكن صالحًا فالله سوف يتوقف عن محبتك؟ ينظرون حولهم ثم يبدأون من جديد في رفع يديهم.

إنهم أطفال في مدارس الأحد وهم يعرفون قصص الكتاب المقدس, إنهم من الأطفال الذين من المحتمل أنهم يعرفون كل الأجابات الصحيحة, ولكنهم بشكل ما يفقدون أهم شيء في الكل, فقد فقدوا عن ماذا يتحدث كل الكتاب المقدس.

أكثر من مجرد إجابة جيدة: 

إنهم أطفال مثلما كنت أنا في وقت, وكطفل, حتى وإن كنت مسيحيًا مؤمنًا, فقد كبرت وأنا اعتقد أن الكتاب المقدس مليء بالأوامر التي يجب أن أنفذها (أو أن الله لن يحبني)

لقد حاولت أن أكون جيدة, وقد فعلتها حقًا, لقد كنت جيدة جدًا في كوني صالحة, ولكن مهما حاولت بصعوبة, لم أستطيع أن أحفظ القواعد في كل الأوقات, ولذلك كنت أعرف أن الله لن يكون مسرورًا بي.

وأنا بكل تأكيد لا يمكن أبدًا أن أكون شجاعة كما دانيال, أنا أتذكر كم كنت معذبة من فريق ترانيم مدارس الأحد عندما يقول: “من يجرؤ على أن يكون دانيال” لأنه من الصعب أن أحاول أن أتصور نفسي شجاعة كما دانيال!! أن يُلقى إلى الأسود دون أن يهتم, هل تمازحونني؟ أنا أعلم أنني كنت سأكون مذعورة جدًا, أنا أعلم كنت سأود أن أقول فقط: ” حسنا, نعم, مهما كنت تقول, فقط لا ترميني إلى الأسود, لا تقتلعوا أظافري, أجعلوا هذا يتوقف”

أنا أعرف أنني لما كنت شجاعة كفاية, أو أمينة كفاية, ولا حتي جيدة بما فيه الكفاية !!

ماذا نتعلم من القصص؟ 

كيف يمكن أن يُحبني الله؟ لقد كنت متأكدة أنه لن يتمكن!

في يوم أحد, ليس من بعيد, كنت أقرأ قصة “دانيال والليلة المخيفة” من كتاب يسوع القصصي للأطفال, لأطفال في عمر الست سنوات في مدارس الأحد, وبنت صغيرة كانت تجلس قريبة جدًا مني, تقريبًا في حضني, وجهها كان يلمع وكانت مهتمة جدًا وهي تسمع القصة, لقد كانت أسيرة بالكامل للقصة, فهي لم تستطيع أن تبقى على الأرض, وظلت راكعة بالقرب مني لتحصل على أقرب موضع من القصة

وفي نهاية القصة, ولم يكن هناك أي معلمين آخرين بالقرب مني, ووضعت نفسي على وضع التشغيل الآلي, وسألت الأولاد بخوف: “والآن ماذا يمكننا أن نتعلم من قصة دانيال عن كيف يريدنا الله أن نعيش؟”

وبعدما قلت تلك الكلمات, بدوت وكأني وضعت حمولة ضخمة على كتف تلك الفتاة, لقد انهارت أمامي, جسديًا انهارت ونكست رأسها أمامي, أنا أبدًا لن أنسى هذا, فهذه صورة عن ماذا يحدث للطفل عندما نحول القصة إلى درس أخلاقي.

قوة القصة:

عندما نحفر في قصص الكتاب المقدس لكي نصل إلى درس أخلاقي, نحن نجعل كل شيء يكون في الأساس عنا, ولكن الكتاب المقدس ليس في الأساس عنا نحن أو عن ماذا من المفترض أن نفعله, الكتاب المقدس عن الله, وعن ماذا فعل هو. عندما نربط القصة في حزمة صغيرة أنيقة لطيفة, ونجيب على كل الأسئلة, نحن لا نترك مكان في القصة للاكتشاف, لا نترك مكان للطفل, ولا حتى لله.

عندما نقول: “والأن, عن ماذا تتكلم القصة كلها؟” أو “الهدف الأساسي لهذه القصة هو؟” في الحقيقة نحن نفقد بهذا الهدف, فقوة القصة ليست في تلخيصها, أو في التنقيب بداخلها, أو تقليصها لدرجة أن تكون قصة مجردة.

لأن قوة القصة ليست في الدرس, قوة القصة هي القصة نفسها. 

القواعد لا تُغير أحد: 

لهذا أنا كتبت كتابي “كتاب يسوع المسيح القصصي للأطفال” لكي يعرف الأطفال ما لم استطيع أنا أن أعرفه, أن الكتاب المقدس ليس في الأساس عني أنا, أو عن ماذا يجب أن أفعل. إنه عن الله, وعن ماذا فعل هو.

الكتاب المقدس أكثر من كل قصة, الله يحب أولاده وقد أتى لخلاصهم. هذا, وعلى الرغم من كل شيء, ومهما كلفه الأمر, فالله لن يتوقف أبدًا عن حبه لأولاده.

إن الكتاب المقدس – باختصار – هو قصة وليس كتاب قواعد, وإنه لا يوجد سوى بطل واحد لهذه القصة. إن سبب كتابتي للكتاب أن يستطيع الأولاد أن يتقابلوا مع هذا البطل في صفحات الكتاب. وأن يكونوا جزءًا من قصته العظمى.

لأن القواعد والأوامر لن تغيرك, وحدها القصة, قصة الله, هي ما تستطيع.. 

المقال مترجم مع الشكر من خدمة الاشتياق إلى الله التابعة للقس جون بايبر http://www.desiringgod.org

images

أضف تعليق