زمن التيك توك ……. جوزيف أنطون

on

من فترة كان السؤال المطروح على الساحة هو: “أنت مسمعتش عن التيك توك؟”! كان أكتر الشباب بيسألوا باستغراب إزاي يعني عايش معانا من غير متسمع عن التيك توك Tik Tok، دلوقتي السؤال اتغير وأصبح: “أنت معملتش ولا مرة تيك توك”! الاستغراب بقى مش بس إنك مشوفتش، لكن إزاي مشاركتش!

لو أنت زي حالاتي من فترة بسيطة ومش عارف يعني إيه تيك توك، فده ببساطة جدًا (مع الاعتذار لحاملي الشهادات العُليا في التيك توك) هو فيديو قصير بيتصور فيه أنت بتتحط على صوت حد تاني بيتكلم. مقطع من أغنية (ويمكن اليومين الجايين يكون فيه مقاطع ترانيم تيك توكاوية)، أو جزء من فيلم. صورتك تكون شغالة، لكن صوتك مش مسموع، صوت الجزء ده هو المسموع.

في الحقيقة لو إحنا قبلنا ده وشوفنا باب نخرج فيه طاقتنا في الزهق الحالي بسبب الحظر والالتزام في البيت، أو رفضناه وشوفناه حاجة ملهاش لزوم (وأنا مش هدفي أناقش ده)، في الحالتين إحنا في أغلب أوقاتنا عايشين في التيك توك.

كلمة ربنا بتكلمنا كتير جدًا عن أوقات بنكون عايشين بالجسد لكن أفواهنا بتنطق كلمات ناس تانيين، عايشين بنمثل دور مش بتاعنا، الصوت شغال وإحنا بس بنتحرك. قصص كتير في الكتاب المقدس بتوضح إزاي إن إبليس بيعمل الدور ده كتير، بيخلي لسانا يقول كلماته هو، بيخلينا عايشين في تمثيليه مش حقيقية، صورتنا موجودة، ولسانه هو اللي بيتكلم. مرقس 5 بيكلمنا عن الشخص إللي كان يسكنه “لجئون” والكتاب يقول لينا إنه كان “يصيح”. وفي مرة تانية بطرس حاول إنه يوقف مشيئة ربنا بخصوص الفداء، والمسيح كان عارف إن الشيطان هو اللي ورا الكلام اللي بطرس قاله. وفي أعمال 5 قصة حنانيا وسفيرة كانت عبارة عن تمثيلية مشتركة بين الشيطان والإنسان، فيها الإنسان بيقوم بالتمثيل، والشيطان وضع في فمه الكذب. وده مش غريب لأن المسيح قال بوضوح إن الشيطان كلامه كلام كذب لأنه كذاب وأبو الكذاب (يو8: 44).

لكن كمان كلمة ربنا بتكلمنا بوضوح عن شكل تاني نقيض للي فات حتى لو كان مُشابه ليه. عن أجمل تيك توك – إن جاز التعبير – إحنا بنعيش فيه. لما نكون بنتحرك ونعيش، لكن ألسنتنا بتقول كلام الله. المسيح بيشهد في متى 10 عن وقت صعب هنقف فيه عشان نشهد عنه قدام ناس ربما بيتضطهدونا، وساعتها مش هنكون إحنا اللي بنتكلم لكن روح أبينا. وإن هو اللي بيحط كلامه في أفواه أنبيائه زي ما قال لإرميا (إر1: 9)، وزي ما تنبأ عن شخص المسيح (إش59: 21)، وإنه بيحول الفم المليان لعنة ودمار وتجديف، ويجعل فيه ترنيمة جديدة (مز40: 3).

في الوقت ده، في وقت الفراغ، لازم نكون واعيين، لازم نجتهد ونصلي ونفكر ونطلب من الرب إننا نعيش الحياة إللي فيها هو بيتكلم على لسانا، لأن لو مش كلامه، هيكون كلام الشيطان أكيد.

download

أضف تعليق